المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٠
الكرة الأرضية في إجازة قسرية تتحفنا الطبيعة بين الفينة والأخرى بكل ما هو جديد، وتصدمنا بما هو طارئ نادر الحدوث، على شكل ظاهرة فريدة خارقة، أو كارثة طبيعية هائلة، وذلك هو ما يجعل منّا نحن سكان هذه الكرة من الكون مذهولين مدهوشين، ومربكين هلعين، أسرى للحيرة ومرمى للشك والظنون؛ وهو كذلك ما ينبهنا من غفلتنا، ويهز سكوننا ويكسر خمولنا وكسلنا، ويكشف استسلامنا لرتابة الحياة اليومية وانقيادنا مع مسرى معطيات الواقع الروتينية، ويعرقل انسياقنا مع بلادة القواعد العادية والمتكررة، وهذا ما يفتح عيوننا وأذهاننا على تحديات ومصاعب لم تكن في دائرة التفكير قبلاً، ولا في مجال التأمل والحسبان، فيحل القلق، وتقع البلبلة   مكان الاستقرار، ويسود الخوف مكان الراحة، والتردد مكان الوثوق؛ فكأنه لا يوجد أمان ولا اطمئنان لما تخبئه لنا الطبيعة والحياة من صروف الأيام ومفاجآت الزمان، وكأنه لا صدق نهائي لما أبدته وتبديه معارفنا ومعطيات وعينا وتوقعات علومنا الماضية والحاضرة، كما لا يمكن الركون التام إلى ما اظهرته لنا هذه الطبيعة   من أسرار قوانينها حتى الآن، وما ضمنته منظومة الثوابت القائمة في المعرفة والفكر، وأيدته